أحمد هاني محمد يكتب / أله الزمان وقراءه في صفحات التاريخ .
فى عالم السينما والخدع البصرية نرى الممثل الذي يقوم بدور العالم المخترع يقوم ببعض المعادلات الحسابية والعلميه ومن ثم يقوم
بصنع آلة الزمن الذي يستطيع من خلالها العوده الى الماضي أو الذهاب الى المستقبل وقد رأينا ذلك فى سلسلة أفالم الخيال العلمي back to future ولكن بعد انتهاء الفيلم يعود المشاهدين جميعا الزمن لعالم الواقع ويتمنى كل انسان أن يكون لديه آلة حتي يتلافي
أخطاءه التى اقترفها في الماضي وحصد نتائجها في المستقبل. وألة الزمن فى منطق السينما حقيقيه أما فى واقعنا الحقيقى من الممكن
صنعها ولكن عن طريق الكذب و التدليس في تاريخ أمه والتشويش والتضليل بين أبناء الوطن الواحد وبث بذور الخلاف والفرقة
والتشاحن بينهم عندها تكون الفرصة مهيئه إلظهار الأمور على غير حقيقتها وإظهار الأبطال في ثوب الجبناء وإلباس الحق ثوب الباطل
والعكس صحيح.وهناك حوادث كثيرة في التاريخ الاسلامى والحديث على صدق ذلك:-
١-الصحابى الجليل سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه ذو النورين صهر ر سول الله صلى الله عليه وسلم الرجل الذي تستحى منه
الملائكه من جهز جيش العسره في معركة تبوك واشترى بئر رومه ووهبه للمسلمين الذى أمر بإنشاء أول أسطول اسلامى حربى وخاض
به المعركه الشهيره ذات الصوارى قهر به الاسطول الرومي.كل هذه الاعمال الصالحة وبالرغم من ذلك أشيع عنه أنه يخرج عن شرع
الله ويحرق المصحف ويهدم مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما الحقيقة أنه أراد توسعة المسجد النبوي وجمع المسلمين على
مصحف وهو مصحف عثمان الذى هو بين أيدينا الان بعد أن ظهرت فتنة تعدد القراءات.فحاصروه أربعين يوماً حتى قتلوه وهو صائم.
٢ -عندما قامت دولة المماليك بعد أن مات اخر سالطين الدولة الايوبيه في مصر توران شاه بزواج الأمير عز الدين أيبك من شجرة الدر
وتنازلت له عن الحكم.ولكن يعد مؤسسها الحقيقى هو سيف الدين قطز الذي أنقذ الأسلام والمسلمين من خطر التتار الكفره وهزمهم في
معركة عين جالوت ثم الظاهر بيبرس الذي أكمل مسيرة الجهاد بعد وفاة قطز واستعاد إمارة أنطاكية من الصليبيين وألحق بالتتار هزائم
ساحقه واعاد إحياء الخلافه العباسيه فى القاهرة بعد أن تم القضاء عليها في بغداد بواسطه التتار وكذلك السلطان خليل بن قالوون الذي
قضى على الوجود الصليبى في الوطن العربي وقضى على اطماع التتار فى العالم الاسلامى وكذلك السلطان الناصر محمد بن قلاون
الذي يكفى القول عنه بأن ملوك أوروبا كانت ترسل له الهدايا لاسترضائه و اتقاء غضبه.ولكن سبحان من يغير ولا يتغير بعد مرور
سنوات عديدة ظهرت على الساحه بالتحديد في عام ١٢٩٩م الدولة العثمانية الذى بدأت في التوسع واالنتشار حتى أصبحت قوة عظمى
يحسب لها ألف حساب وبدأت دولة المماليك في الضعف والتراجع وقد زاد من هذا الضعف اكتشاف البرتغاليين لطريق رأس الرجاء
الصالح الذي حرم مصر من أهم مميزاتها التى منحها لها وهو موقعها الجغرافي الذي يقع في وسط العالم حيث كانت القوافل التجارية
تمر بأرض مصر وتدفع المكوث أى رسوم المرور وهذا كان أهم موارد االقتصاد المصري في ذلك الوقت ولكن بعد اكتشاف هذا
الطريق أصبحت القوافل تمر حول قارة أفريقيا.ولكن السلطان سليم الأول سلطان الدولة العثمانية كان على يقين تام بأن المصري الذي لا يمكن
هزيمته بالقوة ابدأ حتى وإن كان وضعه الاققتصادى ضعيف.لذا قامت بإستمالة أحد أمراء المماليك وهو خاير بك أو خاين بك بتجنيده
للعمل لصالحها وبالفعل بدأ هذا الأمير على زعزعة الامور فى الشام وإثارة الناس ضد حكم المماليك ومحو المجد والرخاء من أذهان
الناس اللذان كانا يتمتعان به.حتى أنه انسحب بقواته من معركة مارج دابق واشاع بأن السلطان قنصوه الغورى قد قتل بالرغم من أنه كان
ما يزال على قيد الحياة حتى تمت سيطرة العثمانيين على الشام ثم مصر.
٣-الاحتلال البريطاني لمصر:لم تكن خيانة بعض رفقاء احمد عرابي له وخيانة ديليسيبس والخديوى توفيق هو سبب احتلال بريطانيا
لمصر بل السبب الرئيسي هو الفرمان الذي اصدره السلطان العثماني بعصيان احمد عرابي فتفرق الناس عنه ونسوا ما بذله
هذا القائد العظيم من أجل حرية وكرامة مصر.
لذا يجب علينا أن نحافظ على التاريخ كما هو ألان العبث والتدليس في التاريخ يؤدى إلى هلاك الامم وزوال كيانهم. ولنعد بالتاريخ عشر
سنوات كيف استطاع الأخوان المسلمين اقناع الناس بأن كل نسب إليهم كان كذب وتلفيق من النظام واكتشفنا في النهاية بأن ما نسب إليهم
حقيقة.ولنفكر بضع لحظات فيما يحدث الان فى غزه ولنعد بالتاريخ خمسة عشر عاما فى عام ٢٠٠٨عندما قامت إسرائيل
بتدمير غزه عن أخرها ولم يلتفت العالم لها . فلماذا يهتم العالم الان بكل ما يحدث فى غزه. وللحديث بقيه
الكاتب/ احمد هاني عبد المعطي – شركه النيل للمجمهات الاستهلاكيه