د. رضا فتحى أحمد يكتب / حول خرافه البقره الحمراء عند اليهود وتصريح المسؤلين في أمريكا بأنها حرب دينيه
يعتقد حاخامات اليهود أن ميلاد بقرة حمراء على أرض فلسطين المحتلة علامة من الله للبدء في طقس التطهير اليهودي القديم، ويعتقد المتطرفون اليهود إن ولادة بقرة حمراء بلا عيوب وببلوغها الثلاث سنوات يبدأ العمل على هدم االمسجد الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم .ويعني ذلك ظهورمسيح مخلّص، ويعقب ذلك على حد زعمهم بناء الهيكل إما على جبل المريا الذى قدم فيه إبراهيم ابنه إسماعيل ذبيحة و فديا بكبش، أو على جبل الهيكل فى أورشليم.وفى هذه الحالة عليهم أن يهدموا المسجد الأقصى.ويوجد الآن في الكيان اليهودي معهداً متخصصاً ” لدراسة البقرة الحمراء ” ، وتذكر صحف اليهود بين فترة وأخرى عن ظهور بقرة حمراء وكان أشهرها البقرة الحمراء في “كفار سيديم ” والتي تبشر
بقرب بناء الهيكل ، وتخدم الأسطورة إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل، وتنحصر مواصفات البقرة الموعودة “في اعتقاد اليهود” فى الاتى:-
1) أن يكون شعرها بُنيّ يميل للون الأحمر ونقي تماماً .
2) أن لا تكون قد تم حلبها من قبل .
3) لم يوضع عليها نير (الخشبة المعترضة فوق عنق الثور).
4) أن لا تكون قد استخدمت في أى عمل من قبل .
5) أن تكون خالية من أى عيوب خارجية أو أمراض داخلية .
6) أن تكون صغيرة السن ولم تتزوج ولهذا يطلقون عليها البقرة الصغيرة الحمراء.
فى سبتمبر 2023 كشفت القناة 12 العبرية في عن سعي الحكومة الإسرائيلية لإحضار 5 بقرات حمراء تهدف من خلالها إلى تهويد المسجد الأقصى المبارك. وقد افادت بانه قد وصلت بالفعل إسرائيل خمس بقرات حمراء اللون على متن رحلة الخطوط الجوية الأمريكية من نيويورك، تبرّع
بها مزارعو الماشية الإنجيليون المسيحيون، من تكساس في الولايات المتحدة، وبعد استقبال الأبقار في مطار تل أبيب، جرى نقلها لمزرعة في منطقة بيسان تحت حراسة واشراف طبى كبير.كما نشرت صحيفة “هأارتس” الإسرائيلية مؤخرا رسماً كاريكاتيرى متضمنا مستوطنا ومستوطنة يمتاطيان البقرة الحمراء المقدسة لدى اليهود، ويدخلان بها المسجد الأقصى
ووفقا لمزاعمهم سيقام احتفال خاص على جبل الزيتون بالقدس المحتلة، يجري فيه ذبح البقرة ورش دمائها في اتجاه المسجد الأقصى سبع مرات، ثم تحرق ويخلط رمادها مع أشياء اخرى، ووفقا لطقوس معينة تهدف الى تطهير اليهود (لاعتقادهم أن اليهود جميعاً نجس) ليتسنى لهم الدخول إلى
أرض المسجد الأقصى واقتحامه، و يعتقد المسيحيون الإنجيليون أن إعادة بناء الهيكل المقدس لدى اليهود، وحربهم للمسلمين والقضاء عليهم، هو الشرط الذى يأذن بظهور المسيح (عليه السلام) ليقود العالم. بينما يعتقد اليهود الأرثوذكس أن بناء الهيكل هو الشرط الى يأذن بظهور (المسيا اليهودي) المخلص المُنتظَر عندهم، الذي سيكون ملكًا يحكم الشعب اليهودي ويُوَحد أسباط إسرائيل. ومن أجل تحقيق هدف كل فريق منهما فقد توحدا على حرب تؤدى الى الاستيلاء على القدس، وهدم المسجد الأقصى الشريف. ففى التسعينات فى تصريحات موثقة لرئيس الولايات المتحدة “رونالد ريجان” أن هذا الجيل هو الذى سيرى معركة “هرمجدون”.ويتضمن كتاب «لو كررت ذلك على مسامعى فلن أصدقه» لمؤلفه الصحفى الفرنسى «جان كلود موريس» أسرار المحادثات الهاتفية بين الرئيس الأمريكى (جورج بوش الابن) والرئيس الفرنسى السابق «جاك شيراك»، والتى كان يجريها الأول لإقناع الثانى بالمشاركة فى الحرب على العراق عام 2003، ويؤكد المؤلف بإنه إذا كنت تعتقد أن أمريكا غزت العراق للبحث عن أسلحة التدمير الشامل فأنت واهم جداً، وأن اعتقادك ليس فى محله، وذكر المؤلف قائلاً: إن الطائفة المسيحية التى ينتمى إليها بوش، هى الطائفة الأكثر تطرفاً فى تفسير العهد القديم (التوراة) وتتمحور معتقداتها حول ما يسمى بالمعركة الكبرى ويطلقون عليها « هرمجدون»، وهى المعركة المنتظرة التى خططت لها المذاهب اليهودية المتعصبة فى الشرق الأوسط ويعتبرونها من المعارك الحتمية الفاصلة.
ويقول المبشر «هال ليندسى» فى كتابه «آخر أعظم كرة أرضية» إن دولة إسرائيل هى الخطا لتاريخى لمعظم أحداث الحاضر والمستقبل، وكثير ما يروج له الإنجيليون الأصوليون فى أمريكا وأوربا أو الحركة الصهيونية المسيحية التى تسيطر على أمريكا منذ القرن الماضى وحتى الآن،
وهذا ما دعا أمريكا إلى خوض الحروب والتدخل العسكرى فى منطقة الشرق الأوسط كى تكون بمقربة من أرض المعركة الأخيرة.
وفى 1991 نقلت وكالة الصحافة الفرنسية نبأً من القدس المحتلة أثناء الحرب للحاخام «مناحيم سيزمون» الزعيم الروحى لحركة حياد اليهودية، مفاده بأن أزمة الخليج تشكل مقدمة لمجيء المسيح المنتظر وتعتبر معركة «هرمجدون» عقيدة (مسيحية يهودية) مشتركة، ستكون هذه المعركة بين قوى الخير والـشر، وسوف يجتمع ملايين من الجنود فى أرض فلسطين فى وادى مجدو لخوض هذه الحرب النهائية. وأن اليهود شعب الله المختار يعتقدون ويتشوقون ليوم يسمونه ” يوم الله”، فى هذا اليوم سيعطيهم الله الأرض المقدسة، وأن الله يبارك الذين يُباركون اليهود ويلعن الذين يلعنونهم .ومازال كل منهم يسعى لتحقيق حلم ظهور المسيح فى عهده. ولذلك يصرح الكثير من المسئولين الامريكان والأوربيون من وجهه نظر معتقداتهم الدينيه بأنها ” حرب دينيه” وهى كذلك.