كيف انعكس توقف إمدادات الغاز على مصانع الأسمدة في مصر؟

تحقيق فريق عمل البوابه
حل موسم الصيف من جديد وعادت معه مشاكل الطاقة التى تؤثر على تدفقات الغاز الطبيعى إلى مصانع الأسمدة التى تعتمد عليه كمادة خام في عملية الإنتاج، ما قد يؤثر عل الحركة الإنتاجية للمصانع، نتيجة توجيه الغاز إلى محطات الكهرباء لمعالجة مشكلة انقطاع التيار بالتزامن مع ارتفاع الاستهلاك فى موسم الصيف.
وأعلنت شركات مقيدة بالبورصة المصرية تعمل بقطاع البتروكيماويات والأسمدة، عن إيقاف مصانعها الشركة عن العمل بسبب توقف إمدادات الغاز الطبيعي لها، شملت شركات “سيدي كرير لليتروكيماويات” و”كيما” و”موبكو”.
وأوضحت الشركات، أن موجة الطقس الحارة بشكل يزيد عن المعدلات الطبيعية المتوقعة لهذه الفترة من العام تسببت في زيادة معدلات استهلاك الطاقة بشكل غير مسبوق بالتزامن مع توقف بعض مصادر إمداد الغاز الإقليمي وهو ما أدى إلى تأثر مخزون شبكة الغاز بالسلب.
وأضافت أنه حرصًا على عدم إلحاق أي أضرار بمصانع الشركة بسبب تلك الظروف التشغيلية تم توقف إمدادات الغاز الطبيعي لها لحين تحسن الظروف التشغيلية للشبكة.
وعلى مستوى الأداء المالى للشركات مع استمرار نقص الإمدادات، تواجه شركات البتروكيماويات تحديات كبيرة في تأمين احتياجاتها من الغاز، وهذا النقص المستمر يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، وتقليل القدرة على تلبية الطلبات المحلية والدولية، مما ينعكس سلباً على الإيرادات والأرباح.
وترى إيمان مرعي، رئيس قطاع الصناعة بشركة برايم لتداول الأوراق المالية، إن تراجعات أسهم قطاع الأسمدة بعد التوقف إمداد الغاز هو رد فعل مبالغ فيه نتيجة تخوف المستثمرين وخاصة المضاربين من استمرار أزمة الانقطاعات في ظل التوقعات بأن تشهد مصر صيف ساخن جدًا وارتفاعات غير مسبوقة بدرجات الحرارة.
وأضافت مرعى، أن الشركات لن يؤثر عليها انقطاعات الغاز الطبيعي القليلة، خاصة وأن تلك الشركات ذات ملاءة مالية عالية، بالإضافة إلى قدراتها على تشغيل خطوط الإنتاج بمعدلات استغلال عالية تصل إلى 110%.
وأوضحت أن شركات الأسمدة تمتلك حصيلة دولارية كبيرة تصل نحو 50% من إيراداتها بالدولار.
وترى أنه حال استمرار الأزمة على المدى الطويل، يمكن أن يؤدي استمرار نقص إمدادات الغاز الطبيعي إلى تأثيرات هيكلية على قطاع البتروكيماويات وشركات الأسمدة، قد تلجأ إلى البحث عن بدائل للغاز الطبيعي، مما يتطلب استثمارات ضخمة بالإضافة إلى ذلك، فإن زيادة المنافسة العالمية وارتفاع تكاليف الإنتاج يمكن أن يقلل من القدرة التنافسية للشركات المصرية في السوق الدولية.
وبالنسبة لأداء أسهم الشركات شهد الأسبوع الجاري ثاني حوادث هذا الصيف لقطع إمدادات الغاز عن مصانع الأسمدة تراجعت على إثره أسهم قطاع شركات البتروكيماويات بعدما أعلنت عن توقف إنتاجها، لتشهد أسهم القطاع القائد في البورصة المصرية عمليات بيع كثيفة.
وقال مصطفى شفيع، رئيس قطاع البحوث بشركة عربية أونلاين لتداول الأوراق المالية، أن القطاع لديه تحدى آخر في خلال العامين الماضيين يتمثل في انخفاض التسعير العالمي لليوريا، إلى جانب ارتفاع تكاليف الغاز الطبيعي.
أوضح أن الشركات المنتجة للأسمدة تتأثر سلبًا بوقف إمدادات الغاز، خاصة منتجى الأسمدة الآزوتية وليس الفوسفاتية التي لا تعتمد على الغاز الطبيعي كمادة خام.
.